الألم هو إحساس غير مريح يسببه الجهاز العصبي استجابةً لتلف الأنسجة أو أي تلف آخر بالجسم، يمكن أن يكون الألم خفيفًا، أو مؤلمًا، أو طعنًا، أو حرق، أو إحساس بالوخز، وقد تشعر بأعراض الألم في منطقة معينة من الجسم، مثل: ظهرك، أو قد تشعر بأوجاع وآلام في كل مكان كما هو الحال عند الإصابة بالأنفلونزا .

الألم الرجيع يحدث عندما يكون الألم الذي تشعر به في جزء من جسمك ناتجًا بالفعل عن ألم أو إصابة في جزء آخر من جسمك، على سبيل المثال قد تتسبب إصابة البنكرياس بألم في ظهرك أو قد تؤدي نوبة قلبية إلى ألم في فكك.

يمكن أن يكون الألم الرجيع ناتج عن أمراض خطيرة تحدث في جسمك، لذا من المهم أن تفهم كيف ولماذا يحدث ذلك الألم.

تختلف أعراض الألم الرجيع باختلاف المكان الذي يظهر به الألم، وتشمل أبرز الأعراض ما يأتي:

1. الأعراض الشائعة للألم الرجيع

تشمل ما يأتي:

• ألم حاد تحت الكتف.
• وجع خفيف في كتفك.
• ألم ينتقل من رقبتك إلى كتفك أو العكس.
• الحرقان، أو الوخز، أو حتى الشعور بالكهرباء في كتفك.
• ألم على جانبي ظهرك أو حتى بالقرب من عضلاتك المائلة.
• ألم في أسنانك وفكك.
• الاكتئاب .
• أعراض تشبه الانفلونزا، مثل: حمى، وقشعريرة، و التهاب الحلق ، وتعب، وصداع، وسعال.
• عدم القدرة على التركيز.
• فقدان الشهية.
• تشنجات عضلية.
• خدران.
• اضطرابات النوم .
• فقدان الوزن غير المتوقع.

2. أعراض الألم الخطيرة

إذا حدثت الأعراض الآتية فيجب مراجعة الطوارئ فورًا، وتشمل أبرز الأعراض ما يأتي:

• أعراض النزيف، مثل: البول الدموي أو البراز الدموي.
• تغيير في الوعي أو اليقظة.
• ألم في الصدر يمتد إلى الذراع، أو الكتف، أو الرقبة، أو الفك.
• صعوبة في التنفس، أو أزيز، أو ضيق في التنفس.
• ارتفاع في درجة الحرارة.
• زيادة أو نقصان كمية البول.
• فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
• ضعف وخدر تدريجي.
• احمرار أو دفء أو تورم.
• تصلب الرقبة والصداع مع أو بدون غثيان أو قيء.
• ضعف أو خمول.

يحدث الألم الرجيع لأن الأعصاب في جسمك كلها متصلة، وعندما يعاني جسمك من منبه للألم فإن جهازك العصبي ينقل الإشارة إلى عقلك ثم يرسل المخ إشارة لجسمك بأنك تعاني من الألم.

في بعض الأحيان ونظرًا لكيفية توصيل الأعصاب بجسمك سيرسل عقلك إشارة ألم إلى جزء مختلف من جسمك غير المنطقة التي ينبع منها الألم، حيث يمكن أن تكون نقاط الاشتباك العصبي وردود الفعل التي قد لا تكون على دراية بها هي السبب أيضًا في إرسال إشارات الألم إلى منطقة معينة من الجسم كعلامة على وجود مشكلة طبية في منطقة أخرى.

لا يزال الباحثون يعملون على فهم الآلية الدقيقة والسبب وراء إصابة جسمك بهذا النوع من التفاعل، وفي الآتي أبرز الأسباب المتكررة للألم الرجيع:

• نوبة قلبية (Heart attack)

تعد النوبة القلبية سببًا شائعًا للإصابة بالألم الرجيع حيث يمكن الشعور بالألم في الفك و الأسنان والكتفين، يحدث الألم عندما يبدأ جسمك في الاستجابة للانسداد في صمامات قلبك مما يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية.

• ألم الأطراف الوهمية (Phantom limb pain)

إذا كنت قد بترت ذراع، أو ساق، أو طرف فمن الشائع أن تشعر بألم يعتقد جسمك أنه يأتي من جزء الجسم الذي تمت إزالته، فعلى سبيل المثال قد تشعر بألم في أعلى فخذك من قدم تم بترها.

• علامة كير (Kehr’s sign)

علامة كير هي الشعور بألم في كتفك بحيث يشير هذا الألم تحديدًا إلى تمزق الطحال أو إصابته.

• تجميد الدماغ (Brain freeze)

يمكن اعتبار تجميد الدماغ الذي تحصل عليه بعد شرب اللبن المخفوق أو تناول الآيس كريم نوعًا من الألم الرجعي، حيث يحدث منبه الألم في فمك وحلقك ومع ذلك يتم تحفيز العصب المبهم والشعور بالألم في عقلك ومؤخرة رأسك.

• أمراض الرقبة (Neck problems)

يمكن أن يسبب العصب المقروص في رقبتك أو أمراض أخرى في الرقبة ألمًا في الكتف.

• جراحة البطن (Belly surgery)

إذا أجريت جراحة بالمنظار والتي تتم من خلال جرح صغير على بطنك لإزالة المرارة ، أو جعل معدتك أصغر لفقدان الوزن، أو لأسباب أخرى، فقد تصاب بألم في الكتف بعد ذلك.

• أمراض الرئة (Lung problems)

مثل: الالتهاب الرئوي، أو سرطان الرئة فقد تسبب الأورام أو التورم في رئتيك ألمًا في الكتف.

• جلطة دموية في رئتيك (Blood clot in your lungs)

وهذا ما يسمى انسداد رئوي حيث يمكن أن تشعر بأن عضلة كتفك مشدودة في البداية، لكن الألم عادةً يكون شديدًا لدرجة أنك قد تواجه صعوبة في الاستلقاء أو النوم، إذا حدث ذلك لك اتصل بطبيبك على الفور.

• مشاكل في البطن (Belly problems)

وتشمل هذه الحصوات، والتهاب البنكرياس، وكيس المبيض، والحمل خارج الرحم، حيث يمكن للألم الناجم عن مشاكل في بطنك أو بالقرب منه أن يتحرك لأعلى وبين كتفيك.

عادةً ستلاحظ أيضًا أعراضًا أخرى، مثل: الغثيان، والألم الشديد في البطن أو منطقة الحوض فقد يحدث ألم الكتف والألم في مناطق أخرى بشكل مفاجئ وشديد، إذا لاحظت هذه المشاكل فاتصل بالطبيب أو اذهب إلى المستشفى.

تشمل أبرز المضاعفات ما يأتي:

• التعب المزمن وعدم الراحة.
• عدم الاستجابة لأدوية مسكنات الألم .
• عدم القدرة على النوم .
• الإصابة المفاجئة والخطرة لبعض الأعضاء، مثل: القلب بسبب عدم معرفة أن الألم ناتج عن مرض في بعض الأعضاء الحيوية الهامة في الجسم.

هناك اختبار تشخيصي بسيط يمكن إجراؤه للمساعدة في التمييز بين الألم الرجيع وبين الألم الذي يصيب العضو نفسه، حيث يمكن للأطباء إعطاء مخدر موضعي تشخيصي لإنتاج تثبيط عصبي في الموقع حيث يشكو المريض من الألم.

فعلى سبيل المثال يتم وضع مخدر موضعي على السن الذي فيه الألم فإذا كان الألم الذي يشعر به السن هو ألم رجعي فيجب أن يستمر الألم على الرغم من التخدير الموضعي، حيث يجب أن ينبه الأطباء إلى احتمال أن الألم ينشأ من مواقع أخرى.

وقد تشمل الاختبارات الأخرى التي قد يتم إجراؤها ما يأتي:

• تحاليل الدم.
• تخطيط كهربية العضل والذي يختبر نشاط العضلات.
• فحوصات التصوير بما في ذلك الأشعة السينية ، والموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
• دراسة التوصيل العصبي والتي تقيس مدى جودة تحمل الأعصاب للنبضات.
• اختبارات السائل الشوكي.
• تحليل البول.
• تحاليل الدم.

في معظم الحالات يحتاج مقدم الرعاية الصحية إلى تقييم وعلاج الألم الرجيع لمعرفة سبب الألم، حيث إذا عالجت الجزء المصاب بالألم من جسمك بدلًا من علاج الجزء المصاب، فلن تتمكن من التخلص من الألم.

الأشخاص الذين أشاروا إلى الألم أحيانًا ليسوا متأكدين مما يحدث إنهم يعرفون فقط أنهم يشعرون بالألم ولا يمكنهم معرفة السبب، لذا إذا كان لديك ألم غامض من مكان على جسمك لا يبدو أنه مصاب يمكنك أن تحاول تناول الإيبوبروفين (Ibuprofen) للشعور بالراحة المؤقتة حيث يعتمد العلاج على معرفة السبب وعلاجه.

وتشمل أبرز طرق علاج الألم المحتملة ما يأتي:

• علاج تعديل السلوك.
• التحفيز الكهربائي الموضعي، مثل: التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد، وتحفيز الحبل الشوكي، وتحفيز الدماغ .
• العلاجات الفيزيائية.
• الجراحة لسبب جسدي واضح.

لا يمكن الوقاية من الإصابة بالمرض.