تنتمي جرثومة الإنتيروباكتر إلى فصيلة الأمعائيات (Enterobacteriaceae) ، وهي تتواجد في الطبيعة في التربة وعلى النباتات وفي مياه الصرف الصحي وفي أمعاء الحيوانات، وقد تنتقل هذه الجرثومة إلى أمعاء الإنسان مُسببة العديد من المشكلات الصحية، والتي من أبرزها الآتي:

• التهابات المسالك البولية.
• التهاب الجيوب الأنفية.
• التهابات مرتبطة بالأوعية الدموية.
• التهابات الجهاز التنفسي.

كما أنها تُسبب المشكلات الصحية الآتية، لكن بنسبة قليلة وأقل شيوعًا من الحالات السابقة:

• التهابات الأنسجة الرخوة.
• التهابات العظم والنقي.
• التهاب الشغاف .

مخبريًا تُعدّ جرثومة الإنتيروباكتر من البكتيريا اللاهوائية سالبة الغرام، وعند فحصها مجهريًا بعد صبغها فإنها تظهر على شكل عصا ذات لون أحمر.

جرثومة الإنتيروباكتر تمتاز بأنّ لديها القدرة على النمو في الوسط الهوائي واللاهوائي، كما تمتاز بقدرتها على الحركة والتنقل وهذا ما يجعل سرعة انتشارها سريعة بين الأشخاص.

تُوصف أيضًا بكتيريا لإنتيروباكتر بأنها غير مكونة للأبواغ، وتحتوي على سوط، كما أنها إيجابية لليورياز، وتخمر اللاكتوز.

يوجد 22 نوعًا من جرثومة الإنتيروباكتر، لكن حتى الآن لا يُعرف إن كانت جميع هذه الأنواع تُسبب المشكلات الصحية للإنسان أم لا.

يمكن أن يكون للعدوى بجرثومة الإنتيروباكتر أعراض سريرية مشابهة جدًا للعدوى البكتيرية اللاهوائية الأخرى سالبة الغرام لدرجة أنه غالبًا ما يتعذر تمييزها، وهذه أعراض العدوى بجرثومة تمثلت بكل مما يأتي:

1. أعراض عامة

تمثلت الأعراض العامة للإصابة بجرثومة الإنتيروباكتر في ما يأتي:

• الحمى ، وتُعدّ الحمى من أكثر الأعراض شيوعًا عند الإصابة لهذه البكتيريا.
• انخفاض ضغط الدم، حيث قد يتكرر هذا الأمر كثيرًا، وخاصةً عند الأشخاص الذين يُعانون في الأساس من مشكلات في ضغط الدم.
• التعب والإرهاق غير المُبرر.

2. أعراض جرثومة الإنتيروباكتر في الجهاز التنفسي

عندما تُسبب جرثومة الإنتيروباكتر التهابًا في الجهاز التنفسي فإن الأعراض غالبًا ستكون كما الآتي:

• سعال.
• ضيق تنفس .
• انسداد الأنف مما يُسبب انزعاج عام.
• احمرار العينين أو تورمها.
• سيلان الأنف.
• تورم الأنف

3. أعراض جرثومة في المسالك البولية

عندما تُسبب جرثومة التهابات في المسالك البولية فإن الأعراض غالبًا تتمثل في ما يأتي:

• عسر التبول.
• تكرار التبول.
• حرقة أثناء التبول.
• الشعور بضغط أسفل البطن.

4. أعراض جرثومة الإنتيروباكتر في الجروح

في حال هاجمت جرثومة الإنتيروباكتر الجروح فإن الأعراض ستشمل الآتي في الغالب:

• تورم حول الجرح.
• تغير في لون الجرح، فقد يميل إلى الازرقاق.
• خروج إفرازات سائلة من الجروح.

يمكن توضيح وأسباب وعوامل الخطر للإصابة بجرثومة الإنتيروباكتر بما يأتي:

1. أسباب الإصابة بجرثومة الإنتيروباكتر

أسباب انتقال جرثومة الإنتيروباكتر إلى الجسم عديدة، لكن يبقى أبرز سبب هو التعرض للجرثومة في المستشفى على وجه التحديد.

يُمكن وصف جرثومة الإنتيروباكتر بجرثومة المستشفى كون الإصابة بها تزداد بشكل جدًا كبير هناك، وخاصةً في قسم العناية المركزة، ويعود السبب في ذلك أن بيئة المستشفى بأجهزتها ومعداتها بيئة مناسبة جدًا لهذا النوع من البكتيريا.

أما أسباب انتقال جرثومة الإنتيروباكتر الأخرى فهي تتمثل بالآتي:

• تعريض الجسم مثل الجروح إلى مياه الصرف أو أجسام الحيوانات المُصابة بالجرثومة.
• شرب المياه الملوثة بالجرثومة أو تناول الأطعمة الملوثة بها أيضًا.

2. عوامل الخطر للإصابة بجرثومة الإنتيروباكتر

الجدير بالذكر أنه يوجد مجموعة من العوامل التي تزيد احتمالية التعرض لمثل هذا النوع من الجراثيم، وأبرز هذه العوامل الآتي:

• الاستخدام المطول للعلاجات المضادات للجراثيم، وخاصةً مضادات البكتيريا.
• حالات نقص المناعة، وهذا أمر لا شك فيه، فالمناعة المنخفضة تجعل الجسم عرضة لكافة أنواع الجراثيم، ومنها جرثومة الإنتيروباكتر.
• وجود الأورام الخبيثة في الجسم والإصابة بمرض السكري .
• وجود الأجهزة الطبيبة الغازية في وحدة العناية المركزة.

مضاعفات الإصابة بجرثومة الإنتيروباكتر جدًا خطيرة إن لم يتم علاجه بسرعة أو إن تم علاجه لكن هذه البكتيريا قاومت العلاج، وتمثلت مضاعفات جرثومة الإنتيروباكتر:

1. الوفاة

المُضاعف الأبرز في حالة الإصابة بجرثومة هو الوفاة، حيث أجريت دراسة اختصت على تحليل معدلات الوفاة لمدة 30 يوم على الذين توفوا نتيجة إصابتهم بالجرثومة الإنتيروباكتر، وقد نتج عن هذه الدراسة الآتي:

• وفاة 24.6% من الأشخاص الذين تلقوا المضادات، وذلك لأن هذه البكتيريا كانت مقاومة للسيفالوسبورين.
• وفاة 34.7% من الجرثومة في حالات الإصابة بكل من الآتي: الالتهاب الرئوي، و التهاب المسالك البولية ، والأنسجة الرخوة.

2. المضاعفات الأخرى

المضاعفات الأخرى للإصابة بالجرثومة الإنتيروباكتر تمثلت بالآتي:

• الإنتان.
• الصدمة.
• الخراجات من الرئة ومن الجروح.
• الانصباب الجنبي المجاور للرئة في حال كانت الجرثومة متمركزة في الرئة.
• متلازمة الضائقة التنفسية .

يتم تشخيص جرثومة الإنتيروباكتر كما الآتي:

1. الزراعة

الزراعة تتم كما الخطوات الآتية:

• جمع العينات

يتم جمع عينة من المنطقة التي تُعاني الأعراض، لذا يُمكن أن تكون العينة أحد الآتي:

1. عينة بول.
2. مسحة من مكان الجرح.
3. مخاط .
4. اللعاب.

جمع العينات يجب أن يتم بدقة في جمعها، كما يجب المحافظة عليها من التجرثم بجراثيم أخرى، فهذا يُصعب أمر كشف الجرثومة المُسببة للحالة.

• البدء بالزراعة

الزراعة أمر جدًا هام في تشخيص أنواع البكتيريا بالتحديد، ويتم زراعة هذه البكتيريا كما الخطوات الآتية:

1. وضع القليل من العينة على عود طبي معقم.
2. توزيع العينة على آغار ماكونكي (MacConkey agar)، بحيث يجب أن يكون التوزيع بشكل جدًا دقيق، بحيث يبدأ بالأعلى كثافة ثم الأقل كثافة.
3. وضع الآغار في الحاضنة لمدة 24 - 48 ساعة في درجة حرارة 37 درجة مئوية.
4. أخذ الآغار من الحضانة ومشاهدة مدى المستعمرات البكتيريا التي تكونت عليه (يُقصد بالمستعمرات تجمعات بكتيرية).
5. تؤخذ مسحة من أحد المستعمرات، ويتم وضعها على شريحة تُغمس بالصغات، لرؤية البكتيريا بوضوح تحدد المجهر .
6. تُحدد نوع البكتيريا المرئية تحت المجهر.

2. فحوصات أخرى

قد يتم إجراء العديد من الفحوصات الأخرى إلى جانب الفحوصات السابقة، وذلك لمعرفة مدى تضرر الجسم من هذا النوع من الجراثيم، وأبرز هذه الفحوصات الآتي:

• فحص الدم الشامل ، حيث تزداد كريات الدم البيضاء جدًا في حالة الإصابة بالجرثومة
• فحص البول.
• التصوير بالأشعة السينية، وخاصة في حال كانت الأعراض تنفسية.

علاج جرثومة الإنتيروباكتر كان أمر بسيط جدًا، لكن هذا الأمر يزداد صعوبة مع الوقت وذلك لأن هذا النوع من البكتيريا أصبح يُقاوم العديد من المضادات التي كانت تُعالجه، والسبب في ذلك هو وجود بيتا لاكتامازات (beta-lactamases)، وهي الآلية الأساسية لمقاومة مضادات الميكروبات.

يُمكن أن تحلل بيتا لاكتامازات حلقة بيتا لاكتام المائي الموجودة في البنسلين (Penicillin) والسيفالوسبورينات (Cephalosporins)، مما يُساهم في زيادة عدد مسببات الأمراض المقاومة للأدوية.

في عام 2017 أصدرت منظمة الصحة العالمية قائمة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وكانت جرثومة الإنتيروباكتر في مجموعة الأولوية الحرجة التي تحتاج إلى تطوير مضادات حيوية جديدة لها.

إلى حين تطوير المضادات المقاومة لجرثومة فإن العلاج يتمثل بكل مما يأتي:

• الكاربابينيمات (Carbapenems)، وهذا النوع هو النوع الأكثر فعالية في مقاومة جرثومة الإنتيروباكتر.
• بيتا لاكتام (Beta-lactams).
• مثبطات بيتا لاكتاماز (Beta-lactamase inhibitors).
• الفلوروكينولونات (Fluoroquinolones).
• الأمينوغليكوزيدات (Aminoglycosides).
• السلفاميثوكسازول (Sulfamethoxazole).

يمكن الوقاية من الإصابة بجرثومة الإنتيروباكتر باتباع الطرق الآتية:

• زيادة تثقيف الأشخاص بعوامل الخطر المُسبب للجرثومة.
• تجنب الأجهزة الطبية غير الضرورة قدر المُستطاع.
• الابتعاد عن أخذ المضادات بكميات كبيرة وأنواع مختلفة ولمدة طويلة، فهذا يجعل البكتيريا مقاومة لها، مما يزيد الأمر سوءًا.