الأمراض الحيوانية المصدر هي أمراض تنتقل إلى الإنسان من أحد أنواع الحيوانات، بحيث تكون مصدر العدوى الأساسية للحيوان بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية، وأحيانًا تنشأ من عوامل غير تقليدية مثل البريون.

وفق منظمة الصحة العالمية فإن 61% من الأمراض التي تُصيب الإنسان هي ذات مصدر حيواني.

تُشكل الأمراض حيوانية المصدر نسبة كبيرة من بين جميع الأمراض المعدية، وتُعدّ الأكثر خطورة؛ وذلك لأن المُسبب الرئيس للحالة قد يتحور في جسم الإنسان مؤديًا إلى أمراض جديدة وجدًا شديدة، وأبرز مثال انتشر حديثًا هو فيروس كورونا المستجد ، حيث أن مصدره الرئيس وهو الخفاش كما يُعتقد_فهو لا يسبب أمراض لذلك الحيوان، لكنه بمجرد دخوله لجسم الإنسان تسبب بأزمة عالمية ما زالت مستمرة حتى الآن.

أبرز الأمراض حيوانية المصدر

لا يُمكن ذكر كافة الأمراض ذات المصدر الحيواني، وذلك لأنها جدًا كثيرة، لكن يُمكن ذكر أبرزها في الآتي:

1. إنفلونزا الحيوانات

هذا الاسم يُطلق على مجموعة من الأمراض التنفسية التي تُصيب الإنسان نتيجة إصابته بإنفلونزا ناتجة من أحد الحيوانات، وأبرز أنواع هذه الإنفلونزا والتي انتشرت في الأعوام السابقة كل من:

• إنفلونزا الطيور .
• إنفلونزا الخنازير.

2. الملاريا

الملاريا هو مرض طفيلي ينتقل إلى الإنسان من لدغة لأحد انواع البعوض، ويؤدي إلى القشعريرة وارتفاع درجة حرارة الجسم.

هذا المرض تم القضاء عليه بنسبة جيدة في أغلب الدول، لكن ما زالت هنالك دول تُعاني منه بكثرة، حيث ما زال يُصاب 290 شخصًا بالملاريا سنويًا.

3. حمى الببغاء

حمى الببغاء أو ما تُسمى بداء الطيور هي مرض ناتج من بكتيريا تُدعى المتدثرة الببغائية (Chlamydia psittaci) ، وينتقل المرض من أنواع الطيور وخاصة الببغاء.

4. داء الكلب

داء الكلب هو مرض ينتج عن فيروس جدًا خطير على البشر من لعاب أحد الحيوانات المصابة، وغالبًا تكون العدوى حتمية عندما يتعرض الإنسان للعض.

بالرغم من أن المسمى للمرض قد يُوحي أن الكلب هو المُسبب إلا أن الكلب ومجموعة أخرى من الحيوانات قد تكون هي المصدر له، ومن أبرزها: الثعالب، والخفافيش، والراكون.

5. الطاعون

الطاعون من الأمراض التي انتشرت بشكل جدًا كبير وقتل العديد من الأشخاص، وهو مرض نتج عن بكتيريا إنتروبكتريسا يرسينية (Pasteurella pestis) التي نُقلت للإنسان من خلال الفئران.

6. جنون البقر

هذا النوع من الأمراض جدًا غريب فهو يُصيب الإنسان بعدد طرق أحدها تناول لحوم الأبقار التي تحتوي على البريون ، والجدير بالذكر أن البريون لا يُعدّ من البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات، إذ أنه نوع بروتين يُسبب خلل في بروتينات الجسم ويؤدي إلى انقسامات عديدة فيها مُشكلًا تلف في الخلايا العصبية.

7. أمراض أخرى

تمثلت الأمراض الأخرى في ما يأتي:

• الجمرة الخبيثة.
• إيبولا.
• التهاب الدماغ من القراد.
• الإجهاض الآزوتي.
• الحمرة.
• الجيارديات.
• الرعام.
• التهاب القولون النزفي.
• داء البريميات.
• عدوى الليسترية.
• مرض لايم .
• التهاب المشيمة اللمفاوي.
• عدوى الفم.
• داء البستر.
• حمى كيو.
• داء الكلب.
• حمى الفئران.
• سعفة.
• حمى الجبال الصخرية المبقعة.
• عدوى السالمونيلا.
• عدوى الإشريكية القولونية.
• تعفن العقديات.
• داء الذيفان.
• السل البقري.
• داء البروسيلات.
• عدوى العطيفة.
• حمى خدش القطة.
• خفية الأبواغ.
• داء الكيسات المذنبة.
• حمى الضنك.
• داء المقوسات.
• داء المشعرات .
• التولاريميا.
• الخناق الحيواني المنشأ.

لا يُمكن تحديد أعراض مُحددة لكافة الأمراض حيوانية المصدر، فلكل مرض أعراضه الخاصة، لذا في ما يأتي سيتم ذكر أعراض عامة تختص بأبرز الأمراض حيوانية المصدر:

• ارتفاع درجة حرارة الجسم.
• السعال وضيق التنفس، وانسداد الأنف، وزيادة الإفرازات الأنفية في حال الإصابة بأمراض حيوانية تؤثر على الجهاز التنفسي.
• بقع جلدية وتصبغات وحكة وتقشرات جلدية في حال التعرض لأمراض حيوانية المصدر منقولة من لدغة البعوض أو القراد.
• اضطرابات في الجهاز الهضمي وألم في البطن عند التعرض لعدوى هضمية، مثل: عدوى الإشريكية القولونية، وعدوى السالمونيلا.
• اضطرابات عقلية، مثل: الهذيان، وصعوبة الكلام، وقلة التركيز عند الإصابة بأمراض حيوانية تهاجم الجهاز العصبي.

فلنتعرف في ما يأتي على أسباب الإصابة بالأمراض حيوانية المصدر والعوامل التي تزيد من فرصة هذه الأمراض:

1. سبب الأمراض حيوانية المصدر

السبب الرئيس في الإصابة بالأمراض حيوانية المصدر هو دخول مُسبب المرض كفيروسات أو بكتيريا أو فطريات أو طفيليات إلى جسم الإنسان، ويحدث ذلك بعدد طرق تمثلت في الآتي:

• الاتصال المباشر مع الحيوانات

الاتصال المباشر مع الحيوانات يُقصد به أحد الآتي:

1. التعامل مع جسم الحيوانات.
2. التعامل مع فضلات الحيوانات، مثل: البول أو البراز أو المخاط، وهذا يحدث كثيرًا أثناء تنظيف الحيوانات.
3. التعامل مع دم الحيوانات وخاصةً عندما يتعرض للجرح.
4. التعرض للخدش أو العض من أحد الحيوانات.

• الاتصال غير المباشر

يتم انتقال المرض من الحيوان إلى الإنسان بطريقة غير مباشرة بأحد الآتي:

1. التعرض لعض البعوض الحامل للملوث الذي جاء به من أحد الحيوانات.
2. السباحة في ماء ملوث بأسماك تحمل الأمراض.
3. تنظيف حظائر الدجاج والأبقار، وأقفاص العصافير، وغيرها.

2. عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض حيوانية المصدر

تمثلت هذه العوامل في ما يأتي:

• مناعة الجسم: كلما كانت مناعة الجسم منخفضة لسبب ما كان نسبة الإصابة بهذه الأمراض جدًا كبيرة.
• العمر: حيث أغلب الأمراض حيوانية المصدر تُصيب الأطفال وكبار السن على وجه الخصوص.
• مكان السكن: حيث أن المناطق الموبئة نتيجة انتشار ناقل المرض مثل البعوض تكون مليئة بالإصابات التي في بعض الأحيان لا يُمكن السيطرة عليها.
• طبيعة الطعام المتناول: إذ إن الأشخاص الذين يعتمدون على الطعام الحيواني غير المطهو جيدًا هم أكثر إصابة بهذه الأمراض.

قد تكون المضاعفات خفيفة وقد تكون جدًا شديدة، ومن يُحدد ذلك هو نوع المرض، ويُمكن القول أن الأمراض الخطيرة أكثر مُضاعف مرعب لها هو الوفاة، حيث أن الوفاة تحدث كثيرًا في بداية ظهور الأمراض حيوانية المصدر الجديدة، وبعد فترة تُصبح أمراض عادية كون الطب يتمكن من إيجاد علاجات لها أو لقاحات.

تشخيص الأمراض حيوانية المصدر عديدة، ومن أبرزها إجراء الفحوصات الآتية:

1. الفحص البدني

قبل التطرق لأي فحص مخبري يقوم الطبيب على الكشف سريريًا على المريض، ويسأله العديد من الأسئلة، فربما يحصر عدد الفحوصات المخبرية التي ستُجرى كون أعدد الأمراض جدًا كثير.

بعد أن يُخمن الطبيب المرض يطلب الفحوصات المخبرية ضمن أعراض الحالة.

2. الفحص المخبري

الطبيب هو من يُحدد الفحوصات المخبرية، ولا يُمكن تحديد أحدها دون معاينة من الطبيب، وغالبًا تتمثل هذه الفحوصات في الآتي:

• فحص الدم الشامل .
• فحص البراز.
• فحص البول.
• فحص الأجسام المضادة في الدم لبعض أنواع المُسببات.

3. الفحص التصويري

أبرز الفحوصات التصويرية هي:

• التصوير بالأشعة السينية.
• التصوير المقطعي المحوسب.
• التصوير بالرنين المغناطيسي .

يتم التطرق لهذا التشخيص في حال الأعراض الشديدة الظاهرة على الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والخلايا العصبية.

العلاج يتم وفق نوع المرض الحيواني المصدر، وفعلاج كل مرض مختلف تمامًا عن الآخر.

يُمكن الوقاية من الأمراض حيوانية المصدر من خلال اتباع الإرشادات الآتية:

• أخذ اللقاحات المتوافرة لبعض الأمراض حيوانية المصدر، وعدم الاستهانة بذلك.
• غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع الحيوانات، ويجب الحرص قبل الغسل أن لا تصل اليدين إلى الفم أو العينين أو أي عضو حساس في الجسم.
• مكافحة البعوض والقراد، إذ إنهما نواقل الأمراض حيوانية المصدر الأكثر شيوعًا، وتتم مكافحتها برش المبيدات الحشرية، واستخدام الكريمات الواقية منها، وكذلك استخدام الناموسية.
• الابتعاد عن تناول اللحوم بكافة أنواعها نيئة أو نصف استواء.
• تجنب استنشاق الأتربة التي تحتوي على فضلات الحيوانات، كما يجب التعامل معها بحذر وبوضع الكمامة والقفازات.
• إعطاء الحيوانات الأليفة والتي تُربى منزليًا اللقاحات الخاصة بها.
• غسل الخضروات والفواكه جيدًا قبل تناولها، فقد تكون ملوثة بفضلات الحيوانات المليئة بالملوثات المُسببة للأمراض.
• التأكد من نظافة الماء المشروب وعدم تعرضه لفضلات الحيوانات.
• ارتداء ألبسة واقية ومعقمة عند التعامل مع جروح الحيوانات.