تسمى الأمراض التي يُصاب بها الشخص نتيجة لعمله أو مهنته بالأمرض المهنية، ويمكن للإصابة أن تكون ناتجة عن التعرض لعوامل ضارة مختلفة، مثل: العوامل الكيميائية، والعوامل الفيزيائية، والعوامل البيولوجية، والعوامل المسرطنة، والعوامل المشعة.

خلافًا لإصابة العمل التي تكون ناتجة بالعادة عن وقوع حادث لمرة واحدة، فإن الأمراض المهنية عادةً تكون ناتجة عن التعرض الدائم والمتكرر لمُسبب الضرر على امتداد فترة زمنية معينة وليست لحظية.

يتميز المرض المهني أنه يكون منتشر بين الموظفين بنسبة أعلى من الأشخاص الآخرين، ولفهم ذلك يُمكن القول أن نسبة تعرض العاملين في مصنع كيميائي بالسرطان هي الأكبر بالنسبة للمصابين في المجتمع كامل.

أنواع الأمراض المهنية

يُمكن تقسيم الأمراض المهنية بالأنواع الآتية:

1. الأمراض البيولوجية

الأمراض البيولوجية هي الأمراض التي تنتج من المُسببات الحية أو شبه الحية، مثل: البكتيريا، و الفيروسات ، والطفيليات، والحشرات.

هذه الأمراض تُعدّ سريعة الانتشار، وتظهر أعراض أغلب أنواعها على العاملين بسرعة، وهذا الأمر قد يحد من انتشارها على عكس الأمراض الأخرى.

2. الأمراض الكيميائية

الأمراض الكيميائية يُقصد بها الأمراض الناتجة من التعرض للمواد الكيميائية الضارة بالجسم، ومن أبرزها:

• البريليوم.
• الرصاص.
• البنزين.
• الزئبق .
• الأيزوسيانات.

هذه المواد تُسبب أمراض جدًا خطيرة للجسم، وغالبًا يكون السرطان على رأسها، وهذه المواد تتميز بأنها تُسبب الأمراض ببطء أي أنها تتراكم يوم تلو الآخر في جسم المُصاب لتظهر المرض بعض عدة سنوات.

3. الأمراض الفيزيائية

الأمراض الفيزيائية هي الأمراض التي تنتج من حركة الجسم بوتيرة منتظمة ومتكررة يوميًا مؤديًا ذلك إلى خلل في الأربطة و العضلات والمفاصل على سبيل المثال.

لتوضيح ذلك يُمكن ذكر أن العمل بتعبئة منتج معين يوميًا لسنوات طويلة قد يُسبب آلام في عضلات اليد وتفكك في الأربطة المفاصل، والعمل على جهاز الحاسوب يوميًا ولساعات طويلة يؤدي إلى أضرار في العين.

4. الأمراض الإشعاعية

الأمراض الإشعاعية هي الأمراض التي تنتج نتيجة التعرض لإشعاع يومي ومتكرر ومنتظم، فيحدث بالجسم العديد من التغيرات في أنسجته، وأبرز مثال على هذه الأمراض السرطان، والذي ينتج عن انقسامات غير طبيعية في خلايا الجسم نتيجة الإشعاع.

أمثلة على أبرز الأمراض المهنية

إليك أبرز الأمثلة على الأمراض المهنية:

• الأمراض التنفسية.
• الأمراض الجلدية .
• الأمراض الهضمية.
• الأمراض العضوية.
• السرطانات.

أعراض الأمراض المهنية جدًا عديدة، إذ أنها تعتمد على مكان الإصابة، لذا في ما يأتي سيتم ذكر أبرز الأعراض وفقًا لأكثر الأمراض المهنية انتشارًا:

1. أعراض أمراض الجهاز التنفسي الناتجة من المهن

تمثلت هذه الأعراض في الآتي:

• السعال.
• لانسداد الأنف.
• زيادة الإفرازات المخاطية.
• ضيق التنفس .
• الصداع.
• ارتفاع درجة حرارة الجسم.

2. أعراض أمراض الجهاز الهضمي الناتجة من المهن

تمثلت هذه الأعراض في الآتي:

• آلام في البطن.
• إمساك أو إسهال.
• تقلصات غير معتادة في المعدة.
• الغثيان.
• التقيؤ.

3. أعراض السرطان الناتج من بعض المهن

تظهر أعراض السرطان وفق مكان الإصابة، لكن الأعراض الأبرز، تتمثل في الآتي:

• التعب الشديد.
• الدوخة .
• آلام متكررة في العضو المُصاب.
• تورم في المنطقة وذلك يُمكن معرفته في الأعضاء المريئة.
• الغثيان والتقيؤ.
• الصداع.

4. أعراض أخرى نتيجة الإصابة بالأمراض المهنية

يُمكن أن تشمل الأعراض الأخرى كل مما يأتي وفقًا للعضو المتضرر:

• ضعف النظر.
• ضعف السمع.
• تغير لون الجلد.
• ضعف العضلات.
• آلام في المفاصل.
• آلام في الظهر .

تمثلت أسباب وعوامل خطر الإصابة بالأمراض المهنية في ما يأتي:

1. أسباب الإصابة بالأمراض المهنية

تمثلت أسباب الأمراض المهنية في ما يأتي:

• وجود أشخاص مُصابين في بيئة العمل بأحد الأمراض البيولوجية وعدم اتخاذهم الوسائل الواقية لحماية زملائهم.
• وجود مواد مشعة في مكان العمل.
• التعامل مع المواد الكيميائية دون ارتداء الملابس الواقية.

2. عوامل تزيد الإصابة بالأمراض المهنية

تتمثل أبرز العوامل التي تزيد من الإصابة بالأمراض المهنية في ما يأتي:

• نقص المناعة

نقص مناعة الجسم وعدم قدرته على مقاومة الملوثات الداخلة للجسم تجعل العمال أكثر عرضة للأمراض البيولوجية على وجه التحديد.

غالبًا تكون الفئات الآتية هم من يُعانون من نقص المناعة أكثر من غيرهم:

1. النساء الحوامل.
2. الأشخاص المُصابين بأمراض نقص المانعة، مثل: الإيدز .
3. الأشخاص الذين يتلقون علاج لمرض السرطان.
4. مرضى السكري.

• تكرار التعرض لمُسببات المرض

تكرار التعرض للملوثات البيولوجية أو الكيمائية أو الفيزيائية أو الإشعاعية هو العامل الأبرز في زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض بنسب عالية.

• قلت مضادات الأكسدة في الجسم

مُضادات الأكسدة تعمل على مقاومة الجذور الحرة التي تتكون في الجسم لتضره، فقلت مضادات الأكسدة في الجسم تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المهنية وخاصةً الناتجة من الأسباب الكيميائية والإشعاعية.

• العامل الوراثي

يُمكن الربط بين العامل الوراثي وبعض الأمراض المهنية، فوجود العامل الوراثي يُحفز ويُسرع الإصابة بالأمراض في الجسم.

مضاعفات الأمراض المهنية جدًا عديدة، ولا يُمكن تحديدها فلكل مرض مُضاعفاته الخاصة، لكن يُمكن القول أن أسوأ مُضاعف يُمكن التعرض له بالأمراض المهنية هو الوفاة، حيث وُجد أن نسب الوفيات الناتجة عن بعض هذه الأمراض جدًا مرتفع.

لا يُمكن الجزم بنوع تشخيصي واحد للأمراض المهنية، حيث أن لكل مرض تشخيصه الخاص والذي يعتمد على الأعراض، لكن يُمكن القول أن التشخيصات العامة تنحصر بالفحوصات الآتية:

• فحص الدم الشامل.
• فحص المصل، وذلك للبحث عن الأجسام المُضادة للملوث المشكوك به.
• فحص البول.
• فحص البراز.
• الفحوصات التصويرية، والتي تشمل:
  • التصوير بالأشعة السينية.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية.
  • التصوير المقطعي المحوسب .
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
• فحوصات الأنسجة، والتي تُجرى بعد أخذ الخزعات.

علاج الأمراض المهنية يعتمد على نوع المرض، لذا في ما يأتي سنحاول تغطية علاج كافة الأمراض الناتجة من المهن قدر الإمكان:

1. علاج الأمراض المهنية البيولوجية

يتم علاج الأمراض البيولوجية بشكل عام بالطرق الآتية:

• الأدوية المضادة: حيث يصف الطبيب المضادات البكتيرية أو الطفيلية أو الفيروسية وفق مُسبب المرض.
• الراحة: يوجد العديد من الأمراض البيولوجية التي تُعالج بالراحة لمدة زمنية تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، حيث أن الجسم هو يقوم بمعالجاتها بنفسه.

2. علاج الأمراض المهنية الكيميائية والإشعاعية

أغلب هذه الأمراض تتمثل بالسرطانات، لذا تتم المعالجة غالبًا بالطرق الآتية:

• العلاج الكيميائي: يتم من خلال أخذ أدوية أو حقن كيميائية تقتل الخلايا غير الطبيعية في الجسم.
• العلاج الإشعاعي: يتم بتسليط أشعة على العضو المُصاب بهدف قتل الخلايا غير الطبيعية والحد من انتشارها.
• العلاج الجراحي: يكمن باستئصال الأورام من العضو المُصاب.

3. علاج الأمراض المهنية الفيزيائية

تتم معالجة أغلب الأمراض الفيزيائية بالآتي:

• الأدوية المعالجة للمفاصل أو الأربطة أو العضلات.
• العلاج الطبيعي بالتدليك.

4. علاج عام لأعراض الأمراض المهنية

يُمكن وصف الأدوية الآتية لأغلب الأمراض المهنية للتخلص من أعراضها:

• مسكنات الألم .
• خافضات الحرارة.

تتمثل أبرز طرق الوقاية من الأمراض المهنية في ما يأتي:

• ارتداء الملابس الواقية من المواد الكيميائية والإشعاعية وعدم التكاسل في ذلك قطعًا.
• استبدال المواد الضارة بمواد أخرى أقل ضررًا إن أمكن ذلك في الصناعات المختلفة، ويقع هذا الأمر على عاتق المؤسسات الدولية، إذ يجب عليها أن تضع شروط صارمة حول المواد المسموح باستخدامها.
• إراحة الجسم بين حين وآخر، وهذه طريقة الوقاية تنفع بشكل كبير في الحد من الأمراض الفيزيائية، إذ تريح الجسم يُعيد العضلات لأوضاعها الطبيعية.
• الابتعاد قدر المُستطاع عن استخدام أدوات الآخرين الخاصة، فقد تكون مُحملة بالملوثات التي تُسبب الأمراض العديدة للجسم.
• مراقبة العمال بالكاميرات، وذلك لمنع قيام أحدهم بوضع ملوث بكتيري أو فيروسي أو طفيلي لزملائه، فللأسف يوجد الكثير من الأشخاص الذين توسوس لهم أنفسهم بفعل ذلك، وخاصةً عندما يكونون مُصابين بذات المرض.
• تناول الأطعمة التي تزيد من نسبة مضادات الأكسدة في الجسم، ومن أبرزها الخضروات والفواكه وبعض المشروبات العشبية: مثل: الزنجبيل، والجنسينج.