الاحتقان هو حالة تراكم للسوائل الزائدة وخاصة الدم في عضو، أو جزء منه نتيجة لمشكلة في تصريف الدم الوريدي، أو ارتفاع الضغط في الأوردة.

أنواع الاحتقان

يتم التمييز عادةً بين حالات طبية مختلفة عن طريق معرفة أنواع الاحتقان المختلفة، كالآتي:

• الوذمة في الرئتين

تظهر في حالات فشل القلب الاحتقاني (Congestive cardic failure - CCF)، والالتهابات الحادة في الرئتين، والكدمات في منطقة الرئتين، و الانصمام رئوي (Pulmonary embolism) الذي يُصيب أكثر من فلقة (Lobe) واحد من الرئة، ويشمل تراكم السوائل في حويصلات الرئتين، هذه الحالة قد تكون مميتة.

• الاحتقان الدماغي

يشمل انتفاخ جزء من الدماغ أو كله، بسبب تراكم سوائل في التجويف داخل الخلايا، وفي التجويف خارج الخلايا.

الوذمة (Edema) في الدماغ كله يُمكن أن تحصل في حالات الاعتلال الدماغي بارتفاع ضغط الدم (Hypertensive encephalopathy)، أو في حالات التسمم، مثل: تسمم الرصاص.

الوذمة الموضعية في الدماغ يُمكن أن تحدث عند وجود أورام في الدماغ، أو كدمات موضعية في الدماغ، أو الخراج (Abscess) في الدماغ، أو التهاب الدماغ (Encephalitis)، أو الاحتشاء (Infarction) في الدماغ، أو النزيف في الدماغ.

• الوذمة الغذائية

تحدث الوذمة نتيجة لانخفاض كمية بروتين ألبومين (Albumin) في البلازما، وتراكم السوائل في هذه الحالة يكون شاملًا في الجسم كله.

• الوذمة بسبب الحمل

يكون هناك تراكم للسوائل في منطقة الكاحلين بشكل خاص، ولكن من الممكن أن تحدث الوذمة في الجسم كله أيضًا.

• وذمة في البلعوم

عادةً تكون في لسان المزمار (Epiglottis) الموجود في داخل البلعوم، هذه الوذمة تُعيق وصول الهواء إلى الرئتين وقد تكون مميتة.

تظهر في حالات صعبة من الحساسية، أو في مرض الخناق (Diphtheria)، أو في التهابات أخرى في البلعوم، أو في حالات الأورام التي تضغط على لسان المزمار.

• الوذمة الوعائية العصبية (Angioneurotic edema)

تنجم الوذمة من جرّاء نقص خلقي في مثبط إنزيم الإستراز نوع سي (C1 - Esterase inhibitor)، أو في حالات حادة من الحساسية (Allergy).

• وذمة المناطق المرتفعة

السبب هو انخفاض ضغط الأكسجين في هذه المناطق.

• وذمة الدورة الشهرية

تظهر قبل يوم واحد حتى ثلاثة أيام من بدء الطمث، تشمل انتفاخ الوجه، والثديين، واليدين، والكاحلين.

• الوذمة العامة

تظهر عادة في حالات الفشل الكلوي (Renal failure) الحاد، وفشل القلب والاحتقاني الحاد، و الفشل الكبدي (Hepatic failure).

• وذمة المشيمة

تتجسد الوذمة في هذه الحالة في انتفاخ المشيمة.

• الوذمة الالتهابية غير الجرثومية

يُمكن أن تظهر بعد أي عملية التهاب غير جرثومي، وهذه الوذمة هي وذمة موضعية عادةً.

• وذمة الكاحلين والساقين

هي حالة ثانوية بسبب فشل مزمن في الأوردة.

• وذمة ليمفاوية (Lymphedema)

تتجسد بشكل أساسي في انتفاخ الرجلين بسبب اضطراب حاد، أو انسداد في تدفق السائل الليمفاوي، وهي تظهر في حالات الفشل المزمن في الأوردة سواء الأوردة السطحية، أو العميق، وفي الأورام، والجلطات الدموية (Thrombi) الخارجية التي تُشكل ضغطًا على الأوعية الليمفاوية، أو في حالات النقص الخلقي في الأوعية الليمفاوية.

• وذمة في الأنسجة

تظهر الوذمة بعد جرح عميق أو بعد كدمة.

• احتقان الأوردة العنقية

ينجم عن ارتفاع في ضغط الدم في داخل الأوردة، هذه الحالة شائعة في فشل القلب الاحتقاني وتظهر أيضًا في حالات انسداد الأوردة الرئيسية في الجزء العلوي من الجسم بسبب جلطات دموية، أو بسبب انسداد من الخارج، وبالإضافة إلى ذلك من الممكن أن يتكون احتقان في أوردة العنق بسبب انسداد الأوردة الكبيرة في الرجلين، أو بسبب جلطات دموية فيها.

تعد وذمة الرئتين والدماغ من أبرز أنواع الاحتقان شيوعًا وخطورة، وتكون الأعراض على النحو الآتي:

1. أعراض وذمة الرئتين

هناك أعراض عديدة لوذمة الرئتين والمتمثلة بالآتي:

• أعراض وذمة الرئتين الحاد

في الآتي أبرز أعراض وذمة الرئتين الحاد:

1. صعوبة في التنفس .
2. الشعور بالدوار عند إيماء الرأي نحو الأسفل.
3. السعال مع بلغم وقد يُصاحبه الدماء.
4. صفير النفس.
5. برودة الجلد.
6. القلق.
7. سرعة واضطراب في ضربات القلب.

• أعراض وذمة الرئتين المزمن

من أبرز أعراض وذمة الرئتين المزمن:

1. صعوبة في التنفس عند القيام بنشاطات مختلفة.
2. الاستيقاظ في الليل بسبب السعال، أو ضيق النفس.
3. السرعة في هبوط الوزن.
4. الصفير.
5. تفاقم السعال للأسوأ.

2. أعراض احتقان الدماغ

من أبرز أعراض وذمة الدماغ ما يأتي:

• وجع الرأس.
• الغثيان.
• الاستفراغ.
• الدوار.
• مشاكل في الذاكرة.
• صعوبة في النطق.
• نوبات صرع.
• العمى.
• وجع الرقبة.
• صعوبة في الحركة.
• عدم التركيز وفقدان الوعي.

هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تشكل الوذمة، ومن أبرزها ما يأتي:

1. أسباب الوذمة الرئوية

تختلف أسباب الوذمة الرئوية، حيث يتم تقسيم الوذمة الرئوية إلى فئتين اعتمادًا على مكان بدء المشكلة.

إذا كان هناك مشكلة في القلب تؤدي إلى حدوث الوذمة الرئوية فإنها تسمى الوذمة الرئوية القلبية، وفي أغلب الأحيان يكون تراكم السوائل في الرئتين ناتجًا عن مرض في القلب.

أما إذا لم تكن الوذمة الرئوية مرتبطة بالقلب فإنها تسمى الوذمة الرئوية غير القلبية، وفي بعض الأحيان يُمكن أن تحدث الوذمة الرئوية بسبب مشاكل في القلب وبالإضافة إلى مشاكل غير قلبية.

2. أسباب وذمة الدماغ

من أبرز أسباب حدوث وذمة الدماغ ما يأتي:

• إصابات الدماغ: إصابة الدماغ هي صدمة حادة ناتجة عن السقوط أو حادث سيارة.
• السكتة الدماغية الإقفارية: يُمكن أن تؤدي السكتة الدماغية الإقفارية إلى نقص الأكسجين الذي يُسبب تلف خلايا الدماغ والتسبب في التورم والضغط.
• ورم الدماغ: يُمكن لورم الدماغ أن يضغط على مناطق أخرى من الدماغ، أو يمنع السوائل من الخروج من الدماغ مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم داخل الدماغ.
• العدوى : يُمكن أن تُسبب العدوى التي تسببها البكتيريا أو الفيروسات تورمًا في الدماغ.
• نزيف الدماغ: يحدث نزيف في المخ عندما يتمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ، وهذا يُسبب التهاب وزيادة الضغط داخل الجمجمة.
• المعيشة في مناطق مرتفعة : تزيد فرصة الإصابة بالوذمة الدماغية عند الوجود في أماكن تفوق 4000 متر في الارتفاع.

من أبرز مضاعفات الوذمة ما يأتي:

1. مضاعفات الوذمة الرئوية

من أبرز مضاعفات الوذمة الرئوية ما يأتي:

• تراكم السوائل في الأغشية المحيطة بالرئتين.
• تضخم الكبد.
• انتفاخ في القدمين، والبطن.

2. مضاعفات الوذمة الدماغية

من أبرز مضاعفات الوذمة الدماغية:

• فقدان البصر.
• الصداع.
• ضمور دماغي.
• التدهور الذهني تغيير الحالة العقلية.
• كآبة.
• مشاكل النوم.
• الصرع .
• تلف دماغي لا رجعة فيه.

يتم تشخيص كل من وذمة الرئة، ووذمة الدماغ على النحو الآتي:

1. تشخيص وذمة الرئة

يُمكن تشخيص الوذمة في الرئة على النحو الآتي:

• تصوير الرئة: يتم تصوير الرئة للكشف عن وجود سوائل، ومعرفة مسبب ضيق النفس.
• التصوير المقطعي المحوسب: يُساعد في تشخيص الوذمة.
• قياس النبض: للكشف عن نسبة الأكسجين في الدم.
• اختبار غازات الدم الشرياني: عادةً يتم أخذ العينة من الرسغ للكشف عن مقدار الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم.
• مخطط كهربائية القلب (Electrocardiogram): للتأكد من وجود مشاكل في القلب أم لا.
• مخطط صدى القلب (Echocardiogram): للتأكد من وجود أمراض في القلب، مثل: مشاكل الصمامات في القلب .
• القياس بالموجات فوق الصوتية: يُعد الفحص الأدق لتشخيص وذمة الرئة.

2. تشخيص وذمة الدماغ

من أبرز طرق تشخيص وذمة الدماغ:

• الفحص الجسماني للرأس والرقبة.
• التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
• الاختبارات العصبية.
• فحوصات الدم.

يتم علاجات أشهر الوذمات على النحو الآتي:

1. علاج الوذمة الرئوية

هناك العديد من العلاجات المستخدمة للوذمة الرئوية، مثل:

• مدرات البول : التي تعمل على إزالة السوائل من القلب والرئتين، مثل: فيوروسمايد (Furosemide).
• المورفين (Morphine): يُساعد الدواء على التخفيف من ضيق التنفس.
• أدوية خفض ضغط الدم المرتفع : يُساعد التحكم في ضغط الدم على التخفيف من احتباس السوائل.

2. علاج الوذمة الدماغية

يتم علاج الوذمة الدماغية على النحو الآتي:

• العلاج الدوائي

قد يصرف الطبيب بعض المميعات، مثل: الأسبرين لتفادي حدوث التجلطات، ولكن في حالات معينة يجب الامتناع عن ذلك لتجنب حدوث النزيف.

• العلاج الجراحي

يتم العلاج بالجراحة في حال وجود ارتفاع في الضغط داخل الجمجمة، حيث يقوم الطبيب في إزالة الأوردة المتمزقة.

• تخفيض درجة حرارة الجسم

في بعض الحالات يلجأ الطبيب في خفض درجة حرارة الجسم لتخفيف تورم الدماغ.

يُمكن الوقاية من الوذمة على النحو الآتي:

1. طرق الوقاية من الوذمة الرئوية

من أبرز طرق الوقاية بالوذمة الرئوية ما يأتي:

• اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا غنيًا بالفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان الخالية من الدهون أو قليلة الدسم ومجموعة متنوعة من البروتينات.
• تحكم في وزنك.
• مارس التمارين الرياضية بانتظام.
• احرص على الإقلاع عن التدخين .
• قلل من تناول الملح والكحول.
• حاول السيطرة على التوتر.

2. طرق الوقاية من الوذمة الدماغية

يُمكن الوقاية من الوذمة الدماغية على النحو الآتي:

• استخدم خوذة أثناء ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية لمنع إصابات الدماغ.
• احرص على السيطرة على ضغط الدم المنتظم، وبقاء الكوليسترول في مستوياته الطبيعية لمنع أمراض القلب والسكتة الدماغية.
• ارتدِ حزام الأمان عند السفر بالسيارة.
• اصعد ببطء إلى ارتفاعات عالية.
• تجنب التدخين لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية التي قد تُؤدي لتراكم السوائل.